أرشيف

الكاتب محمد المقالح: الضحك تهمة سخيفة لمحاكمتي بدوافع انتقامية،ومنح الخيواني جائزة العفو صفعة في وجه القاضي الصغير والقاضي الكبير 

قال الكاتب محمد محمد المقالح الذي قضى ما يقرب من شهرين في سجن احتياطي ويحاكم في محكمة استثنائية(الجزائية المتخصصة) بتهمة الضحك في المحكمة إن أحزاب اللقاء المشترك كانت مع السلطة في حرب صعدة.

وأوضح المقالح الذي يشغل منصب نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالحزب الاشتراكي اليمني أن سجنه جاء بدوافع انتقامية بسبب أرائه المعارضة لحرب صعدة والقمع في الضالع وردفان وأماكن أخرى في اليمن.

وفي حوار ينشر بالتزامن في موقعي «يمنات» ،و«الاشتراكي نت»أكد المقالح أن ما لاقاه طال كثيرين ممن يرفضون الالتزام بما تسميه السلطة الخطوط الحمراء لاسيما فيما يتعلق بكشف خبايا حرب صعدة والقضية الجنوبية وموضوع توريث السلطة والحديث عن الفساد في الجيش وتركيبته غير الوطنية.

وفي الحوار معه داخل السجن بعد أسابيع من منع الزيارة عنه أشار المقالح إلى نقاط عديدة في حديثه عن حرب صعدة،وعن احتجاجات الجنوب،وعن اتفاقات بين السلطة والمعارضة.

حاوره:احمدالزكري

* ماذا يعني أن يسجن الكاتب والسياسي محمد محمد المقالح ويحاكم بمحكمة استثنائية وتمنع عنه الزيارة ويرفض الإفراج عنه بضمانة..وكل هذا بتهمة الضحك في المحكمة؟

– هذا كله يعني أن التهمة ليست الضحك وليست اهانة القضاء كما يزعمون .. لقد قلت منذ البداية أن حبسي ومحاكمتي تم بقرار سياسي ولن يفرج عني إلا بقرار سياسي هذه هي الحقيقة والبقية تفاصيل، ولو لم تكن الدعوى ضدي كيدية وبدوافع سياسية فلماذا منعت عني الزيارة في الأسابيع الأولى من الحبس طالما والقضية جنائية كما يدعون؟

*وماذا يعني حبسك احتياطيا لأكثر من خمسين يوم مع أن الإفراج في الجرائم غير الجسيمة يصبح وجوبيا بعد سبعة أيام من الحبس خصوصا إذا كان المتهم شخصا معروفا وله منزل ومقر عمل معروفين؟

 – ما يؤلمني ليس حبسي كل هذه المدة ولا محاكمتي في محكمة أمن الدولة المؤلم هو أن البعض سعى ومنذ البداية إلى ترويج حكاية الإساءة إلى القاضي علوان والقول بأنها مسألة بسيطة وستحل خلال يوم أو يومين وقد انساق البعض وراء هذه الحكاية السخيفة بحسن نية وبدون إدراك في أن السلطة كانت وراء هذه الإشاعة بهدف إيجاد حالة من التشويش والإرباك لدى الزملاء في النقابة حتى تنتقل القضية إلى محكمة  أمن الدولة ويحكم فيها بالحكم المقرر سلفاً وهو ما تم وما سيتم فعلاً.

وبالنسبة لي أنا مستعد لدفع ضريبة خياراتي وقناعاتي الفكرية والسياسية،لكن السؤال هو كيف يستثمر الآخرون "مظلوميتنا" في الحبس لكي يتحرروا من نرجسياتهم القاتلة التي لن يكون لها من نتيجة سوى تمكين الاستبداد من أنفسهم.

في اتصال هاتفي قلت لأحد الأصدقاء:الظلم ثمرة طبيعية للاستبداد،فهل لنا أن نجعل الحرية ثمرة طبيعية للظلم. 

الضحك يا سيدي لم يكن سوى غطاء لحبسي ومحاكمتي وبدوافع انتقامية وثأرية،ومن حسن الحظ أنهم اختاروا الضحك كتهمة سخيفة لن يصدقها أحد ولا يمكن أن تثير سوى الضحك على من لفقها.

* ماذا لو انك بكيت على الحالة التي يعيشها القضاء اليمني بدلا من أن تضحك عليه،هل كنت تتوقع أن يكون الحال أكثر سوء مما هو عليه ؟

– القضاء في اليمن أضعف من أن ينتصر لك إذا بكيت من الألم أو إذا ضحكت ساخراُ مما يجري حولك من مهازل القضاة في اليمن – مع احترامي لعدد قليل منهم – لا تحركهم هذه المشاعر الإنسانية الطبيعية بقدر ما تحركهم وتوجه أحكامهم حرارة التليفون..  أقصد الاتصالات التليفونية التي يتلقونها في العادة من خارج سلك القضاء وهذه مشكلة كبيرة يعاني منها القضاء اليمني المرهون كليا إلى السلطة التنفيذية ونافذيها وبسببها تضيع الحقوق وتنتهك الحرمات وتصادر الحريات… تصور أن المواطن اليمني اليوم يخاف من القضاء،لأنهم إذا وصلوا إلى ما يسمى بيت العدالة يتحولون إلى فرائس تفتك بهم النيابة والقضاء بصورة وحشية.. هناك خوف حقيقي لدى المواطن اليمني من القضاء،وهذا ما شاهدته ولمسته لدى العشرات ممن التقيتهم في المحاكم حيث يشعر الواحد منهم أن أي نافذ في الدولة والمجتمع يستطيع بنفوذ السلطة أو نفوذ المال أن يحكم بالحكم الذي يريد بواسطة القاضي نفسه أو بواسطة الاتفاق مع عضو النيابة .. هذا في القضايا العادية أما في القضايا السياسية فحدث ولا حرج.

* قالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أن انتهاكات حقوق الإنسان زادت مع تجدد حرب صعدة واحتجاجات الجنوب ..ألا ترى أن سجنك ومحاكمتك لهما علاقة بذلك؟

– ليس لدى شك في أن حبسي هذه المدة الطويلة ومحاكمتي في الجزائية المتخصصة له علاقة مباشرة بمواقفي وآرائي المعارضة للحرب والقمع في صعدة والضالع وردفان وأماكن أخرى في اليمن ..في الحرب السابقة حجبوا موقع الاشتراكي نت بسبب تميزه في نقل وتغطية وقائع وتطورات الحرب الرابعة،ويبدو أنهم في الحرب الخامسة أرادوا أن يحجبوا محرري الاشتراكي نت.

ما يجب معرفته هو أن هذه السلطة تمتلك خبرة جيدة بمعارضيها وتعرف من منهم يلتزم ثوابتها وبما تسميه الخطوط الحمراء ومن منهم لا يلتزم بذلك وعلى وجه التحديد،هناك قضايا وأحداث تجدها السلطة حساسة وفي مثل هذه القضايا لا تسمح لأحد بتجاوزها، ولهذا فهي تعمل على إسكات أو تحييد من تعتقد أنهم سيكشفون هذه الخطايا وغالبا ما يتم هذا بالحبس او بإغلاق الصحف وحجب المواقع الإخبارية وما حدث يأتي في هذا السياق وهو إجراء لم يقتصر علي بل طال آخرين بصورة أو بأخرى.

* مثل من؟

– العلامة محمد مفتاح مثلا .. لم يرتكب أي جريمة أو جنجة حتى يعتقل بتلك الطريقة الهمجية التي تابعناها في الصحف "جريمة" مفتاح الوحيدة أنه شخصية مؤثرة وله موقف واضح ضد الحرب في صعدة وقد تم اعتقاله عشية بدء الحملة المناهضة للحرب  ضد حرب صعدة وحتى لا يحشد حولها عدد أكبر من الناس وهكذا بالنسبة لملاحقة علي الديلمي، والفنان فهد القرني أيضا شخصية إبداعية لها شعبية كاسحة وهو من انتقد سياسات السلطة ولا يتقيد بالخطوط الحمراء التي تستثار السلطة عند تجاوزها وقد تم اعتقاله ويحاكم اليوم للأسباب ذاتها،خذ أيضا القيادي الاشتراكي علي منصر والكاتب والأديب أحمد القمع والعديد من قيادات الاشتراكي وقيادات الفعاليات السياسية الجنوبية الأخرى،أودعوا السجن لأنهم مؤثرين في الأحداث ولهم موقف واضح منها.

في هذا السياق أيضا أذكران موقع (الصحوة نت) حجب في الأيام الأولى من حرب صعدة الأولى 2004م،ولمدة ثلاثة أيام،ولم يفتح إلا بعد تغيرت سياسيته الإعلامية تجاه حرب مران بشكل كامل ولم تمر أسابيع حتى تم تغيير هيئة تحرير الموقع وترك الزميل نبيل الصوفي رئاسة تحريره ..لا يهم ما موقف الزميل نبيل اليوم من حرب صعدة،لكنه يعرف جيدا أن جزءا أساسيا من الموقف ضده حينها كان له علاقة مباشرة بسياسة الصحيفة والموقع من الأحداث ذات الطبيعة الخاصة التي تحتاج في العادة إلى وضع سقوف غير معلنة تجاه التعاطي معها إعلاميا أو سياسيا.

* هل نفهم انك تتهم الطبقة السياسية والصحافة بالتواطؤ مع السلطة في حرب صعدة أو أنهم يلتزمون بالخطوط الحمراء في مواقفهم من الأحداث التي تكون السلطة قد تورطت فيها كما قلت؟

– ليس هذا بالضبط ما قصدته في إجابتي السابقة وإذا شئت فالحقيقة لها جوانب مختلفة وقد لا يرى سوى أحد جوانبها وقد يحدد البعض موقفه على هذا الأساس في حين تبقى جوانب عديدة من الحقيقة غائبة عنه خلاف الآخرين ولهذا توجد تغيرات مختلفة للقضية الواحدة وتقديرات متفاوتة للموقف منها، تختلف من شخص إلى أخر ومن حزب إلى أخر،ولكن هذا لا يعفي المتواطئين أو الصامتين تجاه قضايا الحروب والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان حيث لا يجوز في مثل هذه الحالات أن تتحدد مواقفنا منها على أساس المصلحة الشخصية أو الحزبية ولكن على أساس القيم الأخلاقية والإنسانية أولا والبعد الوطني والمسئولية الوطنية ثانيا وهو ما ينطبق على الحروب الداخلية التي يقتل فيها الناس ولا يقتصر تأثيرها على طرفيها بل على الوطن كله على أمنه واستقراره وتقرير مصير أبنائه والسلام الأهلي فيما بينهم وهذا هو السبب الذي يجعلنا ننتقد مواقف الأحزاب والصحافة والمنظمات الحقوقية بسبب صمتها أو تواطؤها في حرب صعدة واتخاذ معظمها المواقف الذي تتخذ السلطة من الحرب ، وهذا ما يؤسف له، وما كنت أقصده في إجابتي السابقة حول ما أسميتها بالخطوط الحمراء التي تبدو كل الأطراف ملتزمة بها وبعدم تجاوزها.

* يبدو أنك أوغلت في الغموض في هذه النقطة؟

– هناك ما يشبه الاتفاق غير المكتوب بين السلطة من ناحية وقيادات المجتمع السياسي والحقوقي في اليمن من ناحية أخرى يلتزم فيه الطرف الثاني بعدم التطرق بالرأي أو بالموقف إلى قضايا وأحداث بعينها ولها حساسية خاصة لدى السلطة أو لدى بعض أطرافها وإذا ما تطرق الطرف الثاني لهذا النوع من الأحداث فيجب أن ينطلق في تقييمه لها أو موقفه منها من وجهة نظر السلطة أو قريبا منها،ومن تجاوز هذا السقف أو ما أسميته بالخطوط الحمراء في هذه القضايا يعاقب بشدة سواء كان ذلك سياسيا أو صحافيا أو ناشطا حقوقيا.

* ماهي هذه القضايا والأحداث التي تقصدها؟

 القضية الجنوبية وموضوع توريث السلطة والحديث عن الفساد في الجيش وتركيبته غير الوطنية ومهامه القتالية وحرب صعدة خاصة فيما يتعلق بالبحث عمن فجرها وكذا الدعوة إلى أهمية إيقافها .. هذا النوع من القضايا هي التي لا يجوز تجاوز السقوف المرسومة حولها سلفا من قبل السلطة ولهذا تجد أن معظم المعتقلين والمطاردين السياسيين والمغلقة صحفهم ومواقعهم الإخبارية هم ممن يطالبون بضرورة إيقاف حرب صعدة ويحذرون من خطورة استمرار نزيف الدم اليمني فيها أو ممن يتحدثون عن القضية الجنوبية كقضية سياسية وحقوقية ولها علاقة بالشراكة الوطنية في دولة الوحدة اليمنية التي سقطت في حرب صيف 94م أو ممن يتحدثون عن توريث الوظيفة وتركيبة الجيش…الخ

*هل مواقف المعارضة خاصة فيما يتعلق بحرب صعدة تندرج ضمن الاتفاق الضمني الذي ذكرت؟

هناك أسباب متعددة لمواقف المعارضة من هذه الإحداث ففي حرب صعدة مثلا هناك أحزاب لها موقف يقترب من موقف السلطة من الحرب ويتقدم عليه في بعض الأحيان ربما بسبب موقفها من الطرف الأخر ومن مذهبه الفقهي،وهناك أحزاب أخرى تقف مع السلطة أو تسكت على حربها في صعدة بسبب ما يعتقدونه من غموض الأهداف التي يحملها الحوثي وعدم تحديد مطالبه بوضوح أو لأنها تنطلق في موقفها من خلفيات صراعية قديمة كالحرب بين الملكيين والجمهوريين أو ما عرف بالصراع القحطاني العدناني الذي عاشته بعض النخب السياسية في شمال اليمن قبل الوحدة ولا يزال البعض ينوء بأحمالها وروائحها الكريهة حتى اليوم.. يحدث هذا للأسف رغم أن قضايا اليوم ليست قضايا الأمس وعلى رغم أن الغالبية العظمى من أبناء هذا الجيل (جيل الثورة والوحدة) لا يعرفون شيئاً عن هذا النوع من الصراعات العنصرية المقيتة التي عطلت سير حركتنا إلى الأمام وتحكمت ولا تزال في كثير من مواقفنا السياسية الفكرية.

وعلى أي حال وأيا كانت الأسباب والخلفيات فأنني لا أعذر الأحزاب والمنظمات في موقفها المتراخي تجاه استمرار حرب صعدة ولا أجد لها مبررا في ذلك على الإطلاق إذ يجب عليها في مثل هذه القضايا أن تتخذ مواقفها على أساس خطورة الحرب من الناحيتين الأخلاقية والوطنية حيث أن استمرار نزيف الدم اليمني اليمني لا يجوز السكوت عنه من الناحية الأخلاقية والدينية،أيا كانت الأطراف والأسباب،كما أن استمرار هذه الحرب له تداعيات خطيرة على وحدة المجتمع وعلى أمن واستقرار ومستقبل البلاد،وهذه الأحزاب لن تنجو من نتائج الحرب إن لم تكن أول الخاسرين حين يتفتت المجتمع السياسي وتنهار الدولة ويقوم على أنقاضها أمراء الحرب وجماعات الإرهاب والقبائل المحتربة ومجالس الصحوة ..الخ.

هذا هو بالضبط ما نحذر منه وننتقد بشأنه الأحزاب في تراخيها وتردد مواقفها تجاه استمرار الحرب وأنا شخصيا اعتقد أن ضبابية مواقف الأحزاب من الحرب وطرفيها وترددهم في عدم المطالبة بوقفها بوضوح وصراحة قد ساهم بطريقة أو بأخرى في استمرارها مثلما أن عدم تغطية الصحافة لوقائع الحرب وما تخلق من كوارث إنسانية فادحة على السكان قد ساهم في ارتكاب خروقات واسعة لحقوق الإنسان في هذه الحرب الإجرامية البشعة.

*هل تقصد بهذا أن المعارضة شريك للسلطة في حرب صعدة؟

لو كانت هنالك موقف حازم من المعارضة ضد الحرب لما استمرت حتى الآن ولما تحولت إلى ورقة من أوراق المماحكة السياسية التافهة،كما أن الفراغ الذي تركته الأطراف اليمنية في هذه الحرب هو الذي منح دولة قطر الحق في التدخل لإيقافها وهو على كل حال موقف قومي عظيم ينبغي أن نشكرها عليه ونقدر جهودها في سعيها لإيقاف نزيف الدم اليمني.

*لكن أحزاب المشترك أدانت الحرب وطالبت بإيقافها أكثر من مرة،كما طالبت بالإعلان عن اتفاق الدوحة بعيد التوقيع عليه؟

– الذين طالبوا بكشف نصوص اتفاق الدوحة كانوا أول من اطلع على تلك النصوص،ولكنهم كانوا يتعللون بحجة عدم اطلاعهم على الاتفاقية حتى يبرروا مواقفهم المتخاذلة بل والمتواطئة مع استمرار الحرب بدليل أنهم عندما اطلعوا على الاتفاقية رسميا بحضور رئيس الوزراء سخروا من الاتفاقية وتندروا على الذين وقعوها ووصلت بهم السخرية إلى درجة العنصرية والحديث عن صالح هبرة بطريقة دونية وغير أخلاقية،ولم يكونوا بهذه الدرجة من الهبوط في التعبير إلا معبرين عن غضبهم من الاتفاقية ورفضهم لها وللمساعي الحميدة التي قامت بها دولة قطر الشقيقة،ما يعني أنهم مع استمرار الحرب أو مع وقفها ولكن بطريقتهم وبعد أن يحققوا أهدافهم منها،وإذا شئت الصراحة،المشترك بشكل عام كان مع السلطة في حرب صعدة،اللهم إذا استثنينا موقف الاشتراكي وحزب أو حزبين آخرين،كانت مواقفهم واضحة ضد الحرب ومع كل جهد لوقف نزيف الدم اليمني،أما ماعدا ذلك فإن كل بيانات المشترك قد تضمنت عبارات مطاطية يفهم منها الشيئ ونقيضه كالقول نحن مع حل المشكلة وفق القانون والدستور والنظام الجمهوري فهذه العبارة تحمل في داخلها اتهاما صريحا للحوثي بالملكية دون ان يكون لديهم دليل على ذلك،كما أن الحديث عن الدستور والقانون هو الآخر يفهم منه حق الدولة في استخدام الجيش ضد الخارجين عليها بالسلاح،أي تبرير منطق السلطة وهو نفس الموقف من القضية الجنوبية حين تطرح كلمة الانفصال كتهمة ضد المطالبين بالحقوق المسلوبة،وهكذا.   

* دعت السلطة الحوثيين إلى تسليم أنفسهم إلى أقرب قسم شرطة هل تعتقد أن هذا مؤشر على قرب حسم الجيش للحرب ؟

– يا أخي أفرض أن الجيش حسم الحرب ضد الحوثيين في صعدة فهل سيمثل هذا مجدا ونصرا لليمن والجيش اليمني وعلى من ؟ وأمام من سنتفاخر بهذا النصر والمجد؟ أفرض أن الجيش قتل جميع الحوثيين وقتل جميع أنصارهم فهل سيحل هذا المشكلة في صعدة أن أنه سيفاقمها، فكلما أوغل الجيش في القتل والتدمير البشرية وسع المشكلة وكبرها وجعلها أكثر تعقيداً.

لا أستبعد أن يأتي يوم يتمنى فيه الرئيس وقيادات الجيش أنهم لم يخوضوا حربا ضد الحوثي ولم ينتصروا عليه بقتل أكبر عدد من عناصره وأنصاره.

 الحروب الداخلية يا أخي ليس فيها منتصر ومهزوم كل من فيها مهزومين ودماء وأشلاء القتلى فيها تتحول إلى أثقال وأحمال يصعب على الأنظمة والمجتمعات تحملها والسيربها إلى الأمام.

 ما يؤلمني أن هناك من يحاول إقناع نفسه بأن المزيد من القتل والتدمير سيحل مشكلة صعدة مع أنهم قد جربوا هذا في الحروب السابقة ولم تحل المشكلة بل زادت من نطاقها وتقوت فيها عناصر الحوثي رغم ما استخدم ضدهم من أسلحة تقليدية منها الطيران والصواريخ.

 على السلطة ألا تصدق نفسها  وهي تدعي أنها قد تسامحت مع الحوثي أكثر من اللازم وأن الحرب هو الحل..هذا غير صحيح،فلم يكونوا متسامحين في الحروب السابقة ولم يتركوا وسيلة من وسائل الدمار إلا واستخدموها وبالذات في الحرب السابقة لكنهم عجزوا عن حسم المشكلة في الحرب وكان يفترض أن يستفيدوا من الدروس السابقة ويحمدوا الله على الوساطة القطرية لكنهم أبوا إلا أن يسيروا في الطريق الخطأ فإن لله وإنا إليه راجعون،أتمنى أن يحكموا عقولهم ويسارعوا إلى إيقاف الحرب وعليهم أن يتذكروا أن مثل هذه الحروب ليس فيها منتصر ومهزوم وأن المنتصر هو من سيتحمل تبعات ومسؤوليات نتائج الحرب ومأساة من يعتقد أنه هزمهم.

*هل كنت تتوقع الحكم على الصحفي عبد الكريم الخيواني بالقدر الذي حدث وكيف تبدو لك السلطة بعد منح الخيواني جائزة العفو الدولية؟

– كنت أتوقع أن يكون الحكم قاسيا جدا لكن ليس ست سنوات..المصيبة هي أن بعض الأصدقاء راهنوا على حكم براءة أو ضعيف جدا في أسوأ الأحوال اعتمادا على الحج القانونية التي قدمها المحامون في المرافعات،وقد كانت مراهنة خاسرة سبق أن قلنا لهم بأن المراهنة خاسرة تماما لأن الخلية وما أدراك ما الخلية،كلها مهزلة في مهزلة،حتى أن البعض انتقد وصف المحكمة بالمهزلة،وبعضهم عاتبوا بسبب وصفها بهذا الوصف،لكنها خيبت آمالهم وقالت لهم بالفم المليان،المحكمة مهزلة والقضاة أدوات في أيدي الأجهزة،وحبس محمد المقالح بسبب الضحك جزء من هذه المهزلة الكبيرة.

أما منح الصديق والزميل العزيز عبد الكريم الخيواني جائزة العفو بعد صدور الحكم بالسجن ست سنوات،فقد كان صفعة قوية في وجه القاضي الصغير والقاضي الكبير،ومن نطق بالحكم،ومن أمر بكتابة الحكم والعقوبة من خلف الجدار..ويا ليت قومي يعلمون.

زر الذهاب إلى الأعلى